المرأة

أقام واحداً من أهم 10 متاحف بالعالم لتخليد ذكرى زوجته.. رجل الأعمال العربي كارلوس سليم من دكان صغير إلى 62 مليار دولار!

[sc name=”ads1-2″ ]

رجل الأعمال اللبناني كارلوس سليم من دكان صغير إلى 62 مليار دولار!

مدى بوست – فريق التحرير

كارلوس سليم الحلو، رجل أعمال مكسيكي من أصل لبناني، يحتل المركز التاسع في قائمة أثرياء العالم، بثروة تقدر بـ 62 مليار دولار أمريكي.

يستثمر كارلوس سليم الحلو في مجالات: الاتصالات والتعدين والعقارات والصحافة، كما لديه اهتمام واسع بالأدب والفنون، فأقام متحف يحمل اسم “سمية” تخليدًا لذكرى زوجته الراحلة، يضم آلاف التحف الفنية والمعارض.

كارلوس سليم.. من هو؟

كارلوس سليم ملياردير مكسيكي من أصل لبناني، من أشهر رجال الأعمال ومُحبي الأعمال الخيرية؛ يمتلك حاليًا أكثر من 200 مشروع استثماري في شتى المجالات التجارية، وتصدَّر قائمة مجلة فوربس الأمريكية لأغنى أغنياء العالم للأعوام 2010، 2011، 2012، 2013، حاليًا يحتل سليم المركز التاسع في قائمة أثرياء العالم، بثروة تقدر بـ 62 مليار دولار أمريكي.

يتحكم سليم في شركة «موفيل»، التي تُعد أكبر شركة هواتف في أمريكا اللاتينية، كما يمتلك أكثر من 200 شركة تحت تكتل للشركات يحمل اسم «جروبو كارسو». وفي عام 1990، اشترى سليم مع شركائه حصة من شركة «تيليمكس»، تلك الشركة التي تعد أكبر شركة هواتف في المكسيك.

كارلوس سليم

له استثمارات في مجالات: العقارات والتعدين، والصحافة؛ إذ يمتلك حصصًا في شركات مكسيكية للبناء، والسلع الاستهلاكية، والتعدين، والعقارات، ويمتلك 17% من صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية التي تُعد واحدة من أكبر الصحف في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم.

بداية عائلة كارلوس سليم في المكسيك

كان والد كارلوس سليم، يُدعى يوسف سليم، مسيحي ماروني من جزين جنوب لبنان وعُرف بالمكسيك باسم “جوليان سليم حداد”، هاجر عام 1902 إلى مدينة مكسيكو هربًا من تجنيد العثمانيين، في عام 1911. 

في المكسيك فتح دكانًا باسم (نجمة الشرق) لتجارة الأقمشة، وتزوج من ليندا الحلو ابنة أحد اللبنانيين الأغنياء التي اشتهرت بإنشائها أول صحيفة لبنانية في المكسيك، رزق منها بستة أطفال وكان كارلوس الحلو الطفل الثالث. 

بدأ كارلوس مساعدة والده منذ سن الثامنة حتى وفاة والده عام 1952، ثم بدأ سليم عمله الخاص كتاجر في المكسيك، مُستعينًا بالخبرات التجارية الراسخة التي اكتسبها من والده، وسُرْعَان ما أنشأ شركته للواسطة المالية، والتي استثمر من خلالها في عدة شركاتٍ مستقلة.

نشأة وتكوين ثروة كارلوس سليم

ولد سليم في 28 يناير 1940 في مدينة مكسيكو بالمكسيك، لأبوين من أصل لبناني، أنجبا 6 أبناء، كان والدهم يمتلك تجارةً رابحةً في مجال السلع الجافة والأقمشة.

تعلَّم سليم وإخوته أساليب التجارة منذ سنٍ مبكرة على يد والدهم، وعند بلوغه الثانية عشر من عُمره اشترى سليم أسهمًا في بنكٍ مكسيكي، ومع أن والده قد توفِّي عام 1953، إلا أن سليم واصل العمل في تجارة والده حتى بلغ السابعة عشر من عُمره.

التحق بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، لدراسة الهندسة المدنية. كما قام بتدريس الجبر والبرمجة الخطية أثناء دراسته بالجامعة، وبدأ العمل بالتجارة عقب تخرجه مباشرةً.

بدأ سليم عمله الخاص كتاجر في المكسيك، مُستعينًا بالخبرات التجارية الراسخة التي اكتسبها من والده. وسُرْعَان ما أنشأ شركته للواسطة المالية، والتي استثمر من خلالها في عدة شركاتٍ مستقلة، وبحلول عام 1965، كان رأسماله قد ازداد لدرجة تُمكنه من دمج الشركات الأخرى أو شراءها مُباشرةً.

في عام 1966، كانت ثروته تُقدَّر بنحو 40 مليون دولار أمريكي وفي ازدياد، وبالرغم من استثماره في عدة مجالات مستقلة في البداية، إلا أن تركيزه الأساسي كان مُنْصَبًّا على أعمال البناء والتنقيب والعقارات، واستمر في الاستحواذ على شركات في هذه المجالات.

خلال السبعينات استمرت امبراطوريته في التوسُّع، عن طريق إنشاء شركات والاستحواذ على أخرى في مجالاتٍ متنوعة، وبحلول عام 1980، قام بدمج رأسماله المُتعدد في الشركة القابضة مجموعة جالاس Grupo Galas، والتي اشتملت على جميع ممتلكاته.

في عام 1982، تسبب انخفاض أسعار النفط في تدهور وانهيار الاقتصاد المكسيكي، الذي يعتمد أغلبه على النفط، فتم تأميم البنوك، وتراجعت قيمة العملة المكسيكية البيزو. وفي خلال الأعوام القليلة اللاحقة من فترة الانهيار الاقتصادي، ازدادت جهود سليم في الاستحواذ على شركاتٍ جديدة واكتسب حصصًا كبيرة في فروع بعض الشركات العالمية بالمكسيك، ومن ضمنها امتلاكه لنسبة 50% من شركة هيرشي.

في عام 1990، صارت مجموعة شركاته، مجموعة كارسو، شركة مساهمة عالمية، وفي نفس العام بدأ في توسعة نفوذه إلى مجال الاتصالات، حيث تعاون مع شركة فرانس تيليكوم، لشراء شركة الهواتف تيلميكس Telmex من الحكومة المكسيكية، وكانت هذه بداية استحواذه شبه التام على الخطوط الأرضية للدولة، وخدمات الهواتف المحمولة فيما بعد.

وبعد عقودٍ من شراءه لأفرع عدة شركاتٍ عالمية في المكسيك، امتدَّ نفوذ سليم خارج حدود أمريكا اللاتينية، حيث أنشأ فرعًا لشركته للاتصالات تيلميكس Telmex في الولايات المتحدة الأمريكية، واستحوذ على حصصٍ في شركة الهواتف المحمولة الأمريكية تراكفون Tracfone.

خلال الألفينات، واصل بناء امبراطوريته التجارية في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، بشراء وبيع الشركات، وبزيادة حصته في شركاته الصامدة للاتصالات والتبغ؛ في خلال هذه الفترة، استثمر في العديد من الشركات المتنوعة، ومن ضمنها: جريدة النيويورك تايمز، ومتجر Saks Fifth Avenue للأزياء الفاخرة، وشركة Volaris للطيران.

في 23 أبريل، 2014، استحوذ على أوَّل استثمار أوروبي ناجح، وهي شركة الاتصالات النمساوية Telekom Austria، كانت الشركة قد أنشأت خدمات للهواتف المحمولة في سبع دول أوروبية أخرى بالفعل، فاعتبرها سليم فرصة ممتازة للانتشار في أسواق وسط وشرق أوروبا.

اعتبارًا من 15 يناير، 2015، أصبح سليم أكبر فرد مُساهم في جريدة النيويورك تايمز، بنسبةٍ تبلغ 16.8%. وكان سليم قد سدد ديون الشركة خلال تعثرها مع بداية فترة الكساد الاقتصادي الأمريكي؛ حتى يتمكَّن من الاستحواذ على تلك الأسهم.

أعمال كارلوس سليم الخيرية

أسس سليم ثلاث مؤسسات خيرية غير ربحية، وهي: مؤسسة كارلوس سليم الحلو، ومؤسسة تيلميكس، ومؤسسة المركز التاريخي لمدينة مكسيكو، تُرَكِّز تلك المؤسسات على تطوير مدينة مكسيكو، وتعتني بمجالات الفنون والتعليم والرعاية الصحية، وإحدى المؤسسات مُخصصة للرياضة، والأخرى لترميم وَسَط المدينة.

حياة كارلوس سليم الشخصية

تزوَّج سليم من سُمَيَّة ضومط في عام 1967، وأنجبا سويًا ستة أبناء.

توفيَّت سمية عام 1999 بالسرطان، وفي نفس العام، خضع سليم لجراحة في القلب، وعقب العملية بدأ سليم في تهوين الأمور على نفسه، وأسْنَد المهام الإدارية اليومية لمجموعة شركاته إلى أبنائه.

في عام 2011، أقام سليم متحفًا في مدينة نيو مكسيكو تخليدًا لذكرى زوجته «سميّة ضومط» التي توفّيت عن خمسين عامًا، يُعتبر متحف سميّة اليوم أحد أبرز المعالم الثقافية في المكسيك، لا بل أبرزها على الإطلاق، برأي الكثير من الاختصاصيين الذين يصنّفونه بين أفضل عشرة متاحف في العالم.

كارلوس سليم وزوجته

يقع المتحف في أحد الأحياء الراقية من العاصمة المكسيكية، ويلفت الانتباه تصميمه الهندسي الطليعي الذي وضعه صهر كارلوس سليم «فرناندو روميرو»، والذي حاز على عدة جوائز عالمية. 

تبلغ مساحة المتحف 17 ألف متر مربّع، ويقوم على 28 عامودًا من الفولاذ بأحجام وأشكال مختلفة، أما جدرانه الخارجية فهي غير متناظرة وتغطّيها 16 ألف قطعة من الألومنيوم سداسية الشكل، لا تترك فتحة مرئية سوى عند المدخل، ولا تتلامس بين بعضها مما يوحي بأنها تطفو حول المبنى المؤلف من 6 طبقات لا يدخل النور الطبيعي إلا السادسة منها.

يحوي المتحف نحو ستة آلاف قطعة فنيّة من أصل مجموعة كارلوس سليم التي تزيد عن 60 ألف قطعة، وتعتبر من أهم وأكبر المجموعات الفنية الخاصة في العالم. 

تضمّ قاعات المتاحف أعمالاً أوروبية وأميركية تعود إلى ثلاثة آلاف سنة، وفيه قاعة مخصصة لمنحوتات «رودان» التي كانت تهتم زوجة سليم بجمعها وشرائها من المزادات العامة والملكيات الخاصة، والتي تشكّل اليوم أكبر مجموعة لأعمال النحّات الفرنسي الشهير خارج فرنسا.

متحف سمية
متحف سمية في المكسيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى