المرأة

خمس فتيات يروين قصصهن.. تقرير يستعرض كيف تغيّرت السلـ.ـوكيات الجـ.ـنسية في دول اللجوء الأوروبية؟!

[sc name=”ads1-2″ ]

برلين (ألمانيا) – مدى بوست – فريق التحرير

تقول معظم الأبحاث الحديثة، إن وعي المرأة بحريتها الجـ.ـنسية يتكون بسبب الحـ.ـرب، وليس للتنوير أي دور في ذلك.

وفي الحالة السورية، وبعد مرور أكثر من 8 سنوات على الحـ.ـرب، لا بد من تغير بعض المعتقدات والسلوكيات والممارسات، خاصة بما يتعلق بالمسألة”الجـ.ـنسية”.

لكن الخوض في الحديث عن مثل هذه المواضيع “المسـ.ـكوت عنها” في مجتمعاتنا الشرقية، بالرغم من أهميتها، إلا أنها تعد حالة نادرة ربما لا تعجب الكثيرين.

في هذا السياق قامت صحيفة “جسر” بتناول خمس حالات لفتيات ونساء سوريات لجأن إلى أوروبا، حيث اختارت أن تسلط الضوء على هذه الحالات فقط من بين عشرات الفتيات اللواتي تم مقابلتهن.

أسهل من شربة ماء

“بينما كنت جالسة في حديقة عامة أراقب حركات الناس وماذا يلبسون، سألت نفسي: ما الذي يمنـ.ـعني من العيش مثلهم؟ مددت يدي إلى حجابي وبدأت بنـ.ـزعه، شعرت بالخفّة والانطلاق، وأزحت جانباً اثنتي عشرة سنة من الخـ.ـوف بأن أصيب الآخرين بالفـ.ـتنة”.

رشا التي تبلغ من العمر 31 عاماً، جاءت من حلب إلى ألمانيا قبل ثلاث سنوات، واستقرت وسكنت في استديو مستقل في إحدى مدنها.

تقول رشا إن البيئة الأصلية التي تربت فيها كانت منفتحة نوعاً ما، فهي وجميع إخوتها وأخواتها ارتادوا الجامعة، لكنها كانت ترتدي الحجاب منذ بلوغها السادسة عشر من العمر، بقرار ذاتي، بعد أن اقتنعت في تلك السن المبكرة “أن الشاب يتحـ.ـرش بالفتاة السـ.ـافرة، لأنها تعطيه بسفـ.ـورها الموافقة على ذلك”، وبأن “الحلوى المكشوفة تجلب الذباب” على حد تعبير المثل الشائع في حلب.

بعد أسابيع من وصولها إلى ألمانيا، تقول رشا “لم أعد أشعر بالخـ.ـوف، وأن بإمكاني أن أبدو جميلة دون أخـ.ـشى من نظرات الناس الغير منضبطة، كما كان يسميها أهلي، وبدا لي كلامهم شيئاً سخـ.ـيفاً، فاتـ.ـهام الفتاة أبسط من شربة ماء بالنسبة لمجتمعاتنا، فلماذا لا نتعامل معه نحن بالطريقة ذاتها؟: أبسط من شربة ماء..”

فتاة جميلة تعيش وحدها

تابعت رشا حديثها وقالت بكل ثقة: “فليقولوا ما يريدون”، سرعان ما تذكرت مجتمع اللاجئين، وكيف سينظرون إليها بعد أن نـ.ـزعت الحجاب، فقد تعرفوا عليها كمحجبة، وبعضهم يعرفها في حلب محجبة، والكثيرون ساعدوها انطلاقاً من تقديرهم لذلك، وامتدحوا “التزامها”، وحثوها على التمسك به في هذا البلد “الغريب”، خاصة أنها “فتاة جميلة تعيش وحدها”، وحـ.ـذروها من “الضـ.ـياع”.

أكبر تحدي هو الجـ.ـنس

بعد أن مرت بتلك الفترة التي كانت عيون الناس تراقبها فيها، بعد نـ.ـزعها للحجاب، وتأقلمها مع وضعها الحالي، تقول “رشا” أنها بدأت تبحث عن المزيد من الحرية، وسألت نفسها: “هل تحررت فعلاً من العـ.ـقد التي أورثني إياها المجتمع الذي ولدت فيه؟”.

حينها بدأت التفكير بشكل جدي بالعقبة الأخـ.ـطر المتمثلة بالتخلص من غشاء البـ.ـكارة، التي لطالما سمعت عنه الحكايا المفـ.ـزعة، وعن خـ.ـطورة التفريط به، ودوره في رسم مستقبل الفتيات.

تقول “لم أفكر كثيراً، قررت أن هذا الشيء لا يمكن أن يمثل كل مصيري، ولا يمكن أن تكون مكانتي في الحياة مرتبطة به، وأنني يمكن أن أكون شخصاً ذا قيمة وأهمية بدونه، وإذا كان هو ما سيحدد مكانتي في المجتمع، فإنني أتخلى عنه وعن تلك المكانة، وعن ذلك المجتمع الذي يراني بهذه الصورة”.

وعند سؤالها عما إذا كان القرار اتخذ لهذه الأسباب العقلية والنفسية، أجابت بارتياح “بالطبع لا.. أنا بلغت الثلاثين من العمر، ودخلت الجامعة، وعملت وتعرفت على عشرات الشبان، لكنني لم اجـ.ـرؤ يوماً على تبادل قبلة مع أحدهم، ناهيك عن أي ممارسة جـ.ـنسية أخرى، كنت بحاجة فعـ.ـلية للجـ.ـنس، مثلي مثل كل البشر.

وتابعت حديثها بقولها: صحيح أني أعيش في مجتمع غربي لكن أنا شرقية، وهذا لا يعني بالضرورة أن أقـ.ـمع وأن تكـ.ـبت رغباتي، نعم أردت أن أتحرر من العـ.ـقد الجـ.ـنسية، ولكن بطريقة تلائمني، وهكذا انتظرت لسنة ونصف بعد اتخاذ قراري بممارسة الجـ.ـنس دون زواج، إلى ان التقيت بشاب سوري أحببته وأحبني، وفعلت هذا الأمر معه دون أي تعقيدات”.

أهلها لا يعلمون شيئاً

تقول رشا أنه لا علم لذويها وأهلها في سوريا بما حصل معها، وعند سؤالها فيما إذا كانت ترغب بإخبار أختيها بذلك قالت:”الجميع في بلادنا يعيشون ضمن تابهـ.ـوات، وفي حالة نفـ.ـاق وانــ.ـكار ليس لها أي معنى”.

تدرس رشا اليوم في جامعة بألمانيا، وهي مستمرة في علاقتها بالشاب، لكنهما لم يناقشا مسألة الزواج، وتقول أنها سعيدة بهذه التجربة، وأنها تواصل بنجاح دراساتها العليا، وتتوقع أن تنجح في عملها مستقبلاً، وهذا هو الأهم بالنسبة لمسارها في الحياة كما تقول.

شرب فنجان القهوة مع شاب نوع من الجـ.ـنس وهو حـ.ـرام!

أما “فاطمة” التي بلغت 22 عاماً من عمرها منذ عدة أشهر، فتقول أنها وصلت إلى فرنسا عام 2015، برفقة أمها وأختها الصغيرة وأخيها، وكان والدها قد قـ.ـتل قنـ.ـصاً على يد قوات نظام الأسد في حي الشاغور سنة ٢٠١٣.

تعتبر “فاطمة” أن إقامة أي علاقة مع شاب محـ.ـرمة ومرفـ.ـوضة حتى وإن كانت مجرد شرب فنجان قهوة معه، لكن فاطمة نـ.ـزعت الحجاب منذ نحو سنة “الحجاب وجد كي لا تلفت المرأة نظر الرجال، وتثير شهـ.ـواتهم، في هذه البلاد المرأة المحجبة ملفتة للنظر أكثر من غيرها، ويقولون أنها تثيرهم أكثر لكونها مختلفة، كما أنني أبحث عن عمل، ولا يمكنني الحصول عليه هنا وأنا بحجاب، لذلك قررت التخلي عنه بعد أن شاورت والدتي في ذلك”.

تجربتين مع الجـ.ـنس الآخر

عند سؤال “فاطمة” حول مرورها بتجارب جـ.ـنسية سابقة أجابت: “إنها مرت بتجربتين مع الجـ.ـنس الآخر، الأولى في دمشق، بعد مقـ.ـتل والدها، إذ كانت تبحث عن رجل يستطيع أن يشعرها بالحماية والأمان بعد فـ.ـقد الأب، فتعرفت على شاب من الحي الذي تقطن فيه، وراحت تتردد معه إلى مقهى في العاصمة، ويشربان أحياناً العصير سوياً.

وتابعت حديثها بقولها: “كان أحياناً يمسك بيدي ليشعرني بالتضامن، لكنني لم اشعر بأي شيء غريب، إلى أن حاول ذات مرة أن يقبلني فضـ.ـربته على فمه، ولم يجرب المحاولة مرة أخرى، وأفهمته بطريقة حــ.ـازمة أن أي صلة جسدية يجب أن ترتبط بخطبة بداية، ومن ثم زواج”.

بعد ذلك وبسبب الأوضاع في مدينة دمشق اضـ.ـطرت “فاطمة” للسفر إلى الأردن، ومن ثم غادرت مع عائلتها إلى فرنسا لتبدأ حياة جديدة.. في باريس تقول “فاطمة” أنها تعرفت على شاب سوري بعد أن انفصـ.لت عن العائلة بسبب الدراسة، وبدأت تذهب معه إلى المقاهي، لكنها كانت تخـ.ـشى من تحرره الزائد، فهو يشرب الكـ.ـحول، بينما تواظب هي على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وتحرص على صلاة الفجر قدر المستطاع.

كل شيء ممكن.. في حال وجدت المشاعر

دارين شابة من مدينة القامشلي، تبلغ من العمر 30 عاماً، ارتدت الحجاب عندما كانت في سوريا بسبب ضغوط المجتمع ولحماية نفسها من مضـ.ـايقات الشباب، ولم تجد صــ.ـعوبة بنـ.ـزعه في هولندا حسب قولها.

تقول دارين “حصلت في سورية على الحد الأقصى من الحرية، وحالياً في هولندا أعيش بالطريقة نفسها، ورغم أني أعيش مع أهلي، إلا أنهم يحترمون خصوصيتي، وليس من الضروري مشاركتهم بقراراتي الشخصية، وجل تركيزي ينصب على الحياة الدراسية والعملية، فهذه أولوياتي في المرحلة الحالية”.

وترى دارين أن نظرتها للعلاقات الجـ.ـنسية لم تختلف بعد وصولها إلى هولندا، فهي تعتبر أن الموضوع عبارة عن مسألة شخصية، لكن ما كان يحكم هذه المسألة هو نظام المجتمع وتقاليده وعاداته، حيث تقول: أنها في هولندا ليست مجـ.ـبرة على مداراة أحد، إلا أني أربط الموضوع الجـ.ـنسي بالمشاعر والعاطفة، فلا يمكن أن أدخل هكذا تجربة بدون عواطف، وليس لدي أي مشـ.ـكلة الآن في الدخول بعلاقة من هذا النوع، إلا أني لم أعثر على الشخص المناسب حتى الآن”.

دارين لا زالت تتمتع بعـ.ـذريتها، ولا تجد أي ضـ.ـغط نفسي في ذلك جراء عـ.ـذريتها، وتقول أن فـ.ـقدانها غير مرتبط لديها بالزواج أو الخطبة أو غيره، بل يرتبط بمشاعرها نحو الشريك لا أكثر.

لينا.. خطوة إلى الوراء

لينا فتاة سورية تبلغ من العمر 37 عاماً وهي من مينة حمص، انفصـ.ـلت عن زوجها عندما كان عمرها 24 ربيعاً، وحاولت بعدها أن تبحث عن شريك جديد لكنها لم تنجح، ومع مرور الوقت اكتفت بممارسة الجـ.ـنس فقطـ، على حد تعبيرها، ولا تعلم بالضبط كم عدد شركائها.

بعد اندلاع الثورة كان للينا بعض العلاقات ضمن الوسطين الثقافي والسياسي، لكنها علاقات “اجتماعية”، كما تصفها، وفي مرحلة العمل مع الثوار، تعرفت على شاب من شباب الثورة، ودخلت في علاقة معلنة معه “دون زواج”، كانت هذه المرة الأولى التي تتخذ علاقاتها هذا الشكل بحسب تعبيرها.

بعد أن انكـ.ـشف أمر دعمها للثورة، غادرت لينا مدينة حلب، مدينة طلـ.ـيقها، وتركت منزلها الواقع في مناطق النظام، وذهبت برفقة صديقها وابنتها إلى حي آخر، سرعان ما غادرته نحو تركيا.

تقول لينا في تركيا طلبت من رفيقي أن نتزوج بشكل رسمي، فقبل لكنه عاد إلى المناطق المحررة بعد فترة ولم يعد يهتم بي، فطلبت منه أن ننفـ.ـصل، حينها بدأت أبحث عن شريك جديد، ووجدته وعشنا في مدينة عنتاب التركية، وأقمت معه علاقة سـ.ـرية دون زواج، إلى أن قررنا الذهاب إلى أوروبا، وانتقلنا إلى ألمانيا بعد ذلك، وعندما طلبت منه الزواج هناك، لم يوافق أهله، كوني مطـ.ـلقة ولدي بنت، ولأنه تردد بالزواج مني قررنا الانفـ.ـصال بعد أن عشنا شهرين كاملين بمنزل واحد في أحدى المدن الألمانية”.

في أوروبا وأعيش دون جـ.ـنس

بعد يـ.ـأسها من الرجال الشرقيين على حد تعبيرها، بدأت تبحث عن علاقة جديدة بين الأوربيين هذه المرة، حيث تقول: “قررت أخذ المبادرة، والتقرب من رجل أوروبي، بما أنهم لا يتقربون مني من تلقاء أنفسهم، كانت هذه هي المرة الأولى التي أبادر فيها نحو رجل في حياتي، كان رجلا ايرلندياً يدرس اللغة الألمانية معي، رحت أتودد إليه بتقديم القهوة أو المرطبات في الفسحات بين الدروس، وبادلني الاهتمام والودّ، لم أكن أفهم كل ما يقوله، ولم أكن استطيع التعبير عن نفسي ورغباتي بشكل صريح أو جيد، وبدا أن الامور بيننا يمكن أن تستمر دهراً على هذا النحو”.

تتابع لينا حديثها قائلة: “عندها قررت اتخاذ خطوة جريـ.ـئة، وكتبت رقمي على ورقة وأعطيته إياها قائلة: اتصل بي عندما تكون متفرغاً، فوجئ الرجل، ونظر لي باستغـ.ـراب، متسائلاً عن معنى هذا، ارتبـ.ـكت، لكنني تمالكت نفسي وقلت له إن المدرسة قالت لنا أننا يجب أن نستخدم اللغة الجديدة خارج الصف، وأن نتشارك المواضيع مع زملائنا إذا ما أردنا أن نتقدم، وأنت الوحيد هنا الذي يمكنني ان أتبادل معه الحديث على فنجان قهوة مثلاً، أجاب ببرود: حسناً لقد فهمت الآن ما تقصدينه، وأخذ الورقة عندئذ فقط، لكن ها قد مضى أكثر من شهرين ولم يتصل بي، كما أن علاقتنا أصابها الفـ.ـتور بسبب خـ.ـجلي مما فعلت”.

تقيم لينا منذ عامين تقريباً في بلاد الحريات، إلا أنها لم تقم بأية علاقة جـ.ـنسية، رغم أنها كانت تفعل ذلك مرة في الأسبوع على الأقل، عندما كانت في حلب”.

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لا أخـ.ـاف من أي تجربة جـ.ـنسية

رولا فتاة سورية أخرى، وصلت إلى السويد برفقة خطيبها الذي تعرفت عليه في بيروت، سرعان ما انفـ.ـصلا عن بعضهما بعد عام من وصولهما إلى السويد.

تقول رولا عن حياتها في السويد: “الحياة الجـ.ـنسية في السويد حرة أكثر بكثير من سورية، هناك كان لدي خـ.ـوف مستمر على غشاء البـ.ـكارة، لست نـ.ـادمة على قدومي إلى أوروبا أبداً، لقد تعلمت الكثير، والآن اعمل على وضعي المهني جيد، ولا أفكر بالعودة إلى دمشق ابداً”.

تركت رولا مدينة دمشق وتوجهت إلى بيروت لدراسة الإخراج السينمائي، وهناك تعرفت على خطيبها السابق، وفقدت عـ.ـذريتها في علاقة معه، بعد عدة علاقات أقامتها في وقت سابق لم تكتمل جـ.ـنسياً مع آخرين.

الآن وصلت رولا إلى سن الثلاثين وتعمل في المسرح، وكشفت رولا أنها أصبحت في الآونة الأخيرة تميل نحو النساء بقدر انجذابها للرجال، وهي تتنقل بينهما، فهي لم “تحدد مسارها الجـ.ـنسي” بعد.

وتعتبر رولا أنها قد وصلت إلى مرحلة من النضج الجـ.ـنسي جعلتها لا تخـ.ـاف من تجربة أي علاقة سواء كانت مع رجل أو أمرأة، وسواء مع شخص واحد أو في جلسات جـ.ـنس جماعي، وأضافت أن أهم ما في الموضوع هو أن يكون لديها رغبة وإثارة لفـ.ـعل ذلك.

هذه المادة منقولة بتصرف عن موقع “جسر” يمكنكم مشاهدة المادة الأصلية عبر الضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى