الدنمارك بالعربي

لهذا السبب منعت قرية دنماركية الجيش من نشر طائرات “إف 35




(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

استطاع سكان قرية قريبة من قاعدة جوية في أقصى جنوب الدنمارك، سكروستروب، قرب فوينس على حدود ألمانيا، الحصول على اعتذار رسمي من وزارة الدفاع ومنع جيش بلادهم من نشر مقاتلات حديثة من طراز إف 35 في القاعدة المقامة قربهم منذ 1953.
وعلى مدى أشهر من العمل واجتماعات السكان، وانتخاب هيئة تمثيلية دقت ناقوس خطر هذه الطائرات في وسائل الإعلام، متذرعة بالضوضاء التي تطلقها الطائرات الحربية والإزعاج الذي يسببه الإقلاع والهبوط، ويعتبر السكان أنهم حققوا انتصاراً.

وقد أثار مخطط وزارة الدفاع الدنماركية، بعد شراء 27 من هذه الطائرات الحديثة، التي يساهم بلدهم في تصنيع تقنياتها المتطورة، بنشرها في تلك المنطقة “غضب المجتمع المحلي الذي لم يستمع الجيش إلى إحباطاته”، بحسب لجنة القاطنين التي تشكلت لمواجهة وزارة الدفاع.


ووفقاً لما ذكره مسؤول لجنة سكان “جيران قاعدة سكروستروب الجوية”، بيير نومان، فإن “المواطنين نجحوا في إجبار وزارة الدفاع على تغيير مخطط النشر، ورضخوا أخيرا لمطالبنا بإبعاد هذا الطائرات عن أماكن سكننا، وهذا النجاح يشير إلى أهمية أن يقوم المواطنون بالعمل لتحقيق ما يصبون إليه حين يدقون ناقوس الخطر وهو كفاح مجتمعي عادل”.


وكانت وزراة الدفاع وعبر مندوبيها في اجتماعات السكان قد قدمت لهم وعداً بأن “الوزارة استمعت للمطالب، وقررت أن يتم النشر بعيداً وفي عنابر أبعد ما يكون عن إزعاجكم في التحليق والهبوط”.


وكان السكان بأنفسهم قد توصلوا لاتفاق فيما بينهم “عن المكان الأفضل لنشر هذه الطائرات، مستخدمين الخرائط وتقنيات قياس الصوت وغيرها لإبعادها عن المواطنين”، وهو ما رضخت له وزارة الدفاع يوم الخميس الأول من مارس/آذار. وقدم مندوب وزارة الدفاع، بيير بوغهولم أولسن، في اجتماع السكان “اعتذار الوزارة… وبسبب احتجاجكم سوف نقوم بنقل الطائرات وبحلول أفضل تأخذ بالاعتبار ما احتججتم عليه”.


وتوسعت احتجاجات هؤلاء السكان، الذين يبلغ عددهم بضع مئات فقط، إثر تقارير سرية عن أن أصوات هذه الطائرات تسبب مشكلة للسكان، وبسبب إبقاء التقرير سرياً ازدادت هذه الاحتجاجات إلى أن فرض المواطنون إرادتهم.




ويعد “الانتصار هو الأول لنا، لكننا سنمضي في احتجاجنا”. إذ يتبين أيضا أن المواطنة بيا ساند تعيش كأقرب قاطنة لمدرج هبوط طائرات اف 16 “وهذا أمر مزعج في الإقلاع والهبوط، وهو يجعل منزلي أقل قيمة بسبب موقعه إذا ما أردت بيعه”.



هذا “الإنتصار” الذي حققه السكان لن يكون مجانياً لوزارة الدفاع. فقد تبين بأن الوزارة ستدفع ثمن بناء هنغارات جديدة في منطقة بعيدة جداً في أقصى جنوب غرب القاعدة بتكلفة 260 مليون كرونه “وهو ما يعني أيضاً تأخيراً زمنياً بين 6 و12 شهراً في نشر الطائرات”. 

لكن وزير الدفاع، كلاوس يورت فريدركسن، الذي يعترف بالتكلفة المالية لم يهتم كثيرا بهذا الجانب في بيانه الصحافي، بل بـ”التقدم بالاعتذار للمواطنين الجيران للقاعدة لأننا لم نكن جيدين بما يكفي لإبلاغكم بحقيقة الضوضاء التي تصدرها طائراتنا المستقبلية إف 35، ونأسف لأن المواطنين لم يشعروا بأنه جرى إبلاغهم بما يكفي من معلومات، ومستقبلاً لا بد أن تجرى اجتماعات أفضل مع الجيران من السكان”. بل تعد الوزارة من خلال وزيرها “إجراء رحلات اختبار طيران إف 35 حين نشرها ليتمكن السكان في المنطقة المشاهدة بأعينهم وسماع الصوت إذا كان يزعجهم أم لا”.




(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

ناصر السهيلي / العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى