أخبار الدنماركالدنمارك بالعربي

“إبادة المسلمين من على وجه الأرض” الهدف النهائي لزعيم حزب دنماركي




(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

أثار الكشف عن شريط فيديو لزعيم حزب “سترام كورس” الدنماركي، راسموس بالودان، سجالاً سياسياً وحقوقياً بسبب تحريضه على المسلمين والدعوة إلى إنهاء وجودهم من على وجه الأرض، قائلا إنّ “الحال سيكون أفضل لو لم يعد هناك مسلم واحد على وجه الأرض”. السجال الذي يتسبب به الكشف عن هذا الشريط يأتي على خلفية تمكن الحزب، سترام كورس، الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة في 15 يونيو/حزيران القادم، ومشاركة زعيمه بالودان في المناظرة التلفزيونية الأولى أول من أمس جنبا إلى جنب مع زعماء الأحزاب الـ12 الأخرى، بمن فيهم رئيس الوزراء لارس لوكا راسموسن، رغم الاتهامات الموجهة للرجل بأنه “يحمل أفكارا نازية ويمينية متطرفة وفكرا عنصريا”. والفيديو المسجل في نيويورك في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مدته نحو دقيقتين ونشره على يوتيوب وشاهده أكثر من 20 ألفا بصيغة “إنذار إن الفيديو يتضمن انتقادا دينيا للإسلام” يكشف، وفقا للخبراء القانونيين في الدنمارك، بحسب
تصريحاتهم لوسائل الإعلام اليوم الخميس، أن الرجل “لا يهدف فقط إلى ترحيل عشرات آلاف المسلمين عن الدنمارك بل لديه هدف نهائي بإنهاء وجود أي مسلم حول العالم”.
ويرى البعض خطورة في تصريحات هذا السياسي كونها تحمل تحريضا على المسلمين. فهو يقول في الشريط إن “الإسلام هو للقتل والإذلال والاغتصاب والتخريب ضد كل من هم غير مسلمين، وهكذا رأينا (هجمات) 11 سبتمبر/أيلول 2001، ولا شيء يدعونا للاعتقاد أن المسلمين والإسلام دين غير ذلك، بل هو بالضبط هكذا وقد كرر علينا مرارا أن المسلمين وإسلامهم هكذا”.
ويضيف في سياق خطابه التحريضي المستمر بذات الصياغات في الشريط الذي كشفته وسائل الإعلام اليوم، أن “المسلمين هم المسؤولون عن الهجمات الإرهابية وقتل آلاف البشر، ولا شيء مطلقا يفيد بتغييرهم، ولهذا فالجواب بالمطلق هو واحد، وهو الذي يفهمه المسلمون، باستخدام القوة الغاشمة الساحقة بحقهم (..)، وخصوصا حين يكون صادرا عما يسمى الكفار، فهذا نضال وكفاح ضد العدو وهو الإسلام والمسلمون، ويمكننا البدء بألا يكون أعداؤنا في بلدنا الدنمارك، وبعدها نساعد الدول الأخرى للتخلص منهم، فأفضل شيء ألا يبقى مسلم واحد على الأرض، وكلي أمل وعلى يقين أننا سنصل بالتأكيد إلى هدفنا في نهاية المطاف لنرفع حرف “في” كإشارة على انتصارنا”. واعتبر اليوم مدير مركز التفكير الحقوقي، جوستيتيا، في كوبنهاغن، ياكوب ماكنغام، الذي دافع حتى عن حق بالودان سابقا في التعبير عن رأيه، أن هذا الشريط “مروع، لا يمكنني فهمه سوى أن راسموس بالودان يدعو لإبادة المسلمين جميعا من على وجه الأرض، فمتى آخر مرة استمعنا فيها لسياسي يدعو لارتكاب جرائم إبادة؟ وتابع “إن ما يدعو إليه الرجل هو قتل نحو ملياري إنسان”. وأضاف هذا الحقوقي المعروف في البلد أن “هذه التفوهات تدخل في سياق انتهاك قانون العقوبات 266 (والمعروف اختصارا باسم قانون مكافحة العنصرية) وانتهاكا لقانون العقوبات 136 بشأن الترويج والتحريض على العنف”. وكان بالودان تلقى في بداية أبريل/نيسان حكما بالسجن مع وقف التنفيذ بانتهاك قانون العنصرية، ورغم ذلك هو وحزبه مرشحان للبرلمان بسبب أنه “استأنف الحكم الصادر بحق”، بحسب ما تذكر الصحافة الدنماركية.


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

ورغم الأجواء السياسية والإعلامية الممتعضة من قدرة الرجل على الترشح والوقوف مع باقي قادة الأحزاب للترويج لأفكاره أمام ملايين المشاهدين، وعدم وجود برنامج انتخابي واضح سوى التهجم على المهاجرين وسحب جنسياتهم وطردهم (نحو 750 ألفا) وإقامة معسكرات تجميع (يشببها البعض بمعسكرات النازية)، إلا أن الرجل وحزبه استطاعا بعد أول مناظرة تلفزيونية الحصول على تأييد 3.3 في المائة من أصوات الشعب، وفقا لاستطاع “غالوب” يوم أمس. ويعترف راسموس بالودان في رده على ما أثير اليوم بأنه قام بالفعل بتسجيل هذا الفيديو في نيويورك. وأكد لصحيفة بيرلنغكسا أنه “من الأفضل ألا يكون هناك مسلمون في الدنمارك، وبعد ذلك ولا مسلم واحد على وجه الأرض، لكن من السخف اعتبار الفيديو تحريضا ودعوة لقتل المسلمين، فكل ما أرغبه هو إما أن يتحول المسلمون عن ديانتهم إلى المسيحية أو يتنصلوا ويتركوا الدين الإسلامي، وذلك سيكون أفضل لهم ويعطيهم حريتهم الشخصية، وقد
قلت إن الهدف النهائي بالطبع ألا يبقى مسلم واحد على الأرض، انتصارنا سيكون بأن تتحرر أرضنا من المسلمين”.


ومنذ أيام ووسائل الإعلام الدنماركية منشغلة بما يكتب حول الدنمارك في وسائل الإعلام العالمية، وبالأخص العربية والإسلامية، وذلك بسبب مخاوف سياسيين، من مختلف الاتجاهات، من أن يؤدي هذا التطرف وتصرفات حرق القرآن وغيرها من الدعوات إلى “أزمة جديدة شبيهة بأزمة الرسوم الكاريكاتورية بحق النبي محمد”، كما عبر أخيرا وزير الدفاع الدنماركي كلاوس يورت فريدركسن، السبت الماضي. وعلى هذه الخلفية أُعلن اليوم أن الشرطة الدنماركية وجهاز الاستخبارات خصصا نحو 500 رجل أمن إضافي لحماية الحملات الانتخابية.

ويعيش راسموس بالودان بحماية أمنية لصيقة على مدار الساعة بسبب المخاوف على حياته، وأبدى البعض امتعاضه من التكلفة المالية الكبيرة التي يتسبب بها حماية شخص واحد. ويشار إلى أن بعض مرشحي حزب سترام كورس هم من شخصيات مطرودة من أحزاب يمينية متشددة، وبعض آخر تصفهم وسائل التواصل بأنهم يحملون أفكارا فاشية ونازية.
وقبل ظهر اليوم بدأت بعض الصحف النبش في ماضي تصريحات راسموس بالودان لتكتشف أنه “كذب بشأن عدم دعوته لقتل وإبادة المسلمين، ففي 2016 قدم الرجل مخططا كاملا باستخدام القوة والاعتقالات الجماعية والإعدامات وشن حروب لإنهاء حياة ملايين المسلمين في أوروبا”، وفقا لما بدأت تنشره الصحف وسط مخاوف جدية أن تتسبب تصريحاته في خلق أزمة جديدة مع العالم الإسلامي، وخصوصا متابعة الدنماركيين لما يصدر عن بلدهم هذه الأيام في المواقع الرسمية ووسائل التواصل والصحف، بما فيها “العربي الجديد” التي اقتبس التلفزيون الدنماركي ما تذكره في تقاريرها من كوبنهاغن.




ناصر السهلي

9 مايو 2019


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى