أربدك-Arbdk

كتب اللاجئ السوري أحمد حشيش، الجمعة، مقالاً في صحيفة “برلينر تسايتونج”، بعنوان “أنتم جميعاً إرهابيون”.

كتب اللاجئ السوري أحمد حشيش، الجمعة، مقالاً في صحيفة “برلينر تسايتونج”، بعنوان “أنتم جميعاً إرهابيون”.


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

 بالضبط ! لم تخطئوا عند قراءة العنوان المذكور أعلاه. إنه تماماً كما هو مكتوب في الجزء العلوي، وإن كنتم لا تصدقونني، يمكنكم قراءته مرة أخرى للتأكد من ذلك.
إنها مجرد رسالة قصيرة إلى أولئك الذين قالوا “لا” للاجئين في وسائل الإعلام، وقد ضحكوا علينا دون أن يعرفوا من نحن، هي رسالة إلى جيراننا الذين نظروا إلينا نظرات متدنية قبل أن يبادروا التحية عندما يجتمعون بنا، هذه رسالة إلى الرجال والنساء الكبار الذين يصرخون في وجهي بأدب، إذا مررت بجانبهم على دراجتي القديمة.
هذه رسالة لأولئك الذين لا يشعرون بالراحة عندما يروني، هذه رسالة إلى كل شخص يريد أن يحدد مصيرنا، دون أن يكون له الحق في القيام بذلك.
بالطبع لا يمكنكم أن تشعروا بما أشعر به الآن، ولكن سوف تفهمون بالتأكيد عندما تستيقظون يوماً ما، بعد ليلة مرعبة مع أناس حولكم، تستمعون إليهم يناقشون ما إذا كنتم تنتمون إليهم أو إذا كان لديكم الحق في العيش.
وبعد ذلك سوف تطرحون السؤال على أنفسكم: ما الذي يفكر به هؤلاء الناس ليقرروا متى يحق لنا العيش ومتى نموت؟ وسوف تنزعجون وستحاولون أن تقولوا بصوت عال إن هذه حياتكم، ولا أحد لديه الحق في وضع حد لها.
انتابني الشعور نفسه بعدما شاهدت شريط فيديو لاستطلاع للرأي على موقع على شبكة الانترنت، حيث سُئل الشباب ما إذا كانوا يؤيدون استقبال المزيد من اللاجئين.
ما أغضبني كثيراً هي الطريقة التي أجاب بها بعض الناس على هذا السؤال “الرائع”، حيث تلفظوا بكلمات مثل: “السقف” و “الكثير من اللاجئين” و “هذا يكفي”، في حين ابتسم معظمهم ابتسامة عريضة، وكأنهم كانوا يتحدثون عن بضائع فاسدة يمكن رميها بعيداً بسرعة في سلة المهملات!


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

حسناً، كنت قد طرحت السؤال نفسه، والذي يود كل شخص أن يطرحه، وهو ما الذي يفكر به هؤلاء الناس، بحيث يمكنهم التحدث حول ما يتعلق بي، لماذا يتحدث هؤلاء الناس عن تجربة لم يتعرضوا لها أبداً؟ وآمل ألا يتعرضوا إلى شيء من هذا القبيل في حياتهم. لماذا يضحكون حول ذلك بالأصل؟ لماذا يحق لهؤلاء الناس أن يجرحوا الآخرين بكلماتهم؟ وقد يقتلونهم أحياناً بها.
إن هؤلاء الناس لهم كرامة أيضاً، وقد اضطروا إلى بيع حياتهم ليتمكنوا من شراء مستقبل لأطفالهم الأبرياء.
أليس هذا إرهاباً يقتل الآخرين .. عن إجاباتهم المقرفة التي تحطم نفسيتهم أو تدفعهم للانتحار؟ ما ذنب الناس لكي تتم معاملتهم بهذه الطريقة؟ ماذا فعلوا؟ هل قام أحد ما بطرح هذا السؤال؟ أيها البشر أريد جواباً !
توقفوا عن تحويل أحلامنا الجميلة إلى كوابيس رهيبة، وتوقفوا عن تدمير نفسياتنا المتعبة، تقربوا منا وابتسموا لنا وردوا التحية، وحالوا أن لا تقتلوا تحيتنا التي تخرج من أفواهنا الميتة إليكم.
في النهاية كما لديكم الحق أن تشعروا بالأمان والراحة، أعتقد أن لدينا الحق ذاته!”.


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى