السويد

استراتيجية السويد متهورة وتيغنيل لم يأخذ بالنصيحة

كشف كتاب جديد  يدعى “ Flocken” عن كواليس ما يسمى بالاستراتيجية السويدية. إذ بحسب هذا الكتاب، تلقى تيغنيل نصائح في وقت مبكر من فترة ارتفاع معدلات الوفيات، وتم تحذيره من أن “الاستراتيجية المتبعة متهورة”

إذ كان أمام تيغنيل ثلاثة بدائل؛ الإغلاق التام، تتبع العدوى، أو السماح بانتشارها لتحقيق مناعة القطيع. فاختار تيغنيل الخيار الأخير رغم كل التحذيرات الجادة.

يتحدث المؤلف يوهان أنديربيري في كتابه عن استراتيجية عالم الأوبئة السويدي أندش تيغنيل بخصوص فيروس كورونا كوفيد-19. لم يُنشر بعد الكتاب الذي يصف بالتفصيل اللعبة وراء اختيار الطريق الأكثر إثارة للجدل في السويد في عام 2020.

المؤلف يوهان أنديربيري

وتشير المعلومات إلى أن تيغنيل تلقى في 6 مارس/ آذار رسالة تحذير بالبريد الإلكتروني من عالم الرياضيات توم بريتون الذي حسب قيمة R للفيروس، وأعرب عن رأيه بأن هيئة الصحة العامة كانت سلبية للغاية: “مع وجود العديد من المصابين كما هو الحال الآن في السويد، فإن انتشار العدوى سيحدث. لا يختلف مجتمعنا كثيرًا عن إيطاليا أو الصين في هذا الصدد، فلماذا نفترض بأنه لن ينتشر بيننا؟”

وأشير أيضًا إلى أن نخبة من أهم الأطباء توجهوا في اليوم ذاته للقاء تيغنيل، أي أنه في غضون ساعات قليلة، تم تحذير تيغنيل من قبل أربعة أشخاص بارزين في هذا المجال من اتباع هذه الاستراتيجية.

في 15 مارس/ آذار، بعث بيت تول، الرئيس السابق لوحدة مكافحة العدوى في المجلس الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية، بريدًا إلكترونيًا إلى تيغنيل. (عندما تقاعد تول، تول تيغنيل منصبه، وإن كان ذلك بمهام مختلفة نوعًا ما.) وتطرق البريد الإلكتروني الذي صاغه إلى الاستراتيجيات التي رأى أنها ممكنة لوقف ما يمكن أن يصبح وباءً.

فذكر في رسالته ان هناك ثلاث استراتيجيات لوقف الوباء؛ كان الخيار الأول هو الإغلاق التام للمجتمع لمدة أربعة أسابيع.

وكان الخيار الثاني هو العثور على أكبر عدد ممكن من المصابين، وتتبع جميع جهات الاتصال الوثيقة ووضعهم في الحجر الصحي لمدة أسبوعين. أما الخيار الثالث فكان: “السماح للعدوى بالانتشار، ببطء أو بسرعة، لتحقيق مناعة افتراضية للقطيع.”

وأشار بيت تول إلى أن البديل الثاني هو الأفضل. إذ لم تكن العدوى قد انتشرت بعد بشكل كبير، وحذر من أن الخيار الثالث سيؤدي إلى آلاف الوفيات، وقال حرفيًا “يبدو لي وكأنها استراتيجية متهورة ما كنت سأقبلها لو كنت أشغل منصبي السابق.” بعد ساعات قليلة، أجاب أندش تيغنيل: “نعم، لقد ناقشنا هذه الخيارات ووقع اختيارنا على الخيار الثالث.”

اليوم وبعد ثمانية أشهر تقريبًا، مات ما يزيد قليلاً عن 6000 سويدي بفيروس كورونا كوفيد-19، في الوقت ذاته، بدأ العالم باتباع ذات الاستراتيجية المتبعة السويد. لذا من الصعب تحديد ما إذا كان القرار صحيحًا أم خطأ، وما إذا كان قد نجح أم لا، لكن من المؤكد أن النقاش سيستمر لفترة طويلة قادمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى